كريم المنصوري

كريم منصوري، من قراء وحفّاظ القرآن الإيرانيين البارزين، شارك بتلاوة القرآن في العديد من المحافل القرآنية الداخلية والدولية، حاز على المراتب الأولى في عدة مسابقات دولية وداخلية.
ولد كريم منصوري في مدينة عبادان سنة 1347 ش، واصل دراسته إلى المرحلة الجامعية، بدأ بالمشاركة في الدروس القرآنية منذ عام 1359 ش، استطاع في حدود 11 شهر حفظ القرآن الكريم، حصل في سفره إلى مصر على شهادة تلاوة القرآن الكريم من مجمع القراء المصريين. ويعمل حالياً في وزارة الخارجية الإيرانية.:
شارك كريم منصوري بتلاوة القرآن الكريم في العديد من المحافل القرآنية على المستوى الداخلي والخارجي، من أبرزها مشاركته لحفل افتتاحية مؤتمر العالم الإسلامي في إيران عام 1997 م شارك في قراءة أوائل آيات سورة يوسف التي تعرض في شارة بداية المسلسل التلفزيونية الإيرانية يوسف الصديق، سافر إلى العديد من الدول للمشاركة القرآنية كالمغرب والسعودية وعمان وسوريا.
المسابقات القرآنية الداخلية:
حاز مرتين على المرتبة الثانية في المسابقات القرآنية على المستوى الداخلي لإيران كما حاز على المرتبة الأولى في حفظ كل القرآن الكريم في المسابقات القرآنية على المستوى الداخلي.
المسابقات القرآنية الدولية:
حاز على الرتبة الثانية في المسابقات القرآنية الدولية في ماليزيا عام1369 ش.
حاز على الرتبة الثانية في المسابقات القرآنية الدولية في السعودية عام1371 ش.
حاز على الرتبة الأولى في المسابقات القرآنية الدولية في إيران عام 1376 ش.

منذ ٦ سنين - ٣١ أكتوبر ٢٠١٧ ١٣٨٩ ١٤.٠٤٤ MB ٥٣٥
  • بطئى 0.5
  • بطئى 0.75
  • اعتيادي 1
  • سريع 1.5
  • سريع 2
0:00
0:00

الجزء السادس عشر

كريم المنصوري

الجزء السادس عشر
100%
محتوى المقطع :

قالَ أَلَم أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا ﴿٧٥﴾ قالَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا ﴿٧٦﴾ فَانطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا فيها جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا ﴿٧٧﴾ قالَ هـذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأويلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبرًا ﴿٧٨﴾أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعيبَها وَكانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصبًا ﴿٧٩﴾وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا أَن يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيرًا مِنهُ زَكاةً وَأَقرَبَ رُحمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا﴿٨٢﴾ وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا ﴿٨٣﴾ إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾فَأَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾ حَتّى إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ في عَينٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَها قَومًا قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا ﴿٨٦﴾ قالَ أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذابًا نُكرًا ﴿٨٧﴾وَأَمّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُ جَزاءً الحُسنى وَسَنَقولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسرًا ﴿٨٨﴾ ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩﴾ حَتّى إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشَّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلى قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دونِها سِترًا ﴿٩٠﴾ كَذلِكَ وَقَد أَحَطنا بِما لَدَيهِ خُبرًا ﴿٩١﴾ ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢﴾ حَتّى إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دونِهِما قَومًا لا يَكادونَ يَفقَهونَ قَولًا ﴿٩٣﴾ قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا ﴿٩٤﴾ قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَبَينَهُم رَدمًا ﴿٩٥﴾ آتوني زُبَرَ الحَديدِ حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ قِطرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسطاعوا أَن يَظهَروهُ وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا ﴿٩٧﴾ قالَ هـذا رَحمَةٌ مِن رَبّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضنا جَهَنَّمَ يَومَئِذٍ لِلكافِرينَ عَرضًا ﴿١٠٠﴾ الَّذينَ كانَت أَعيُنُهُم في غِطاءٍ عَن ذِكري وَكانوا لا يَستَطيعونَ سَمعًا ﴿١٠١﴾أَفَحَسِبَ الَّذينَ كَفَروا أَن يَتَّخِذوا عِبادي مِن دوني أَولِياءَ إِنّا أَعتَدنا جَهَنَّمَ لِلكافِرينَ نُزُلًا ﴿١٠٢﴾ قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا ﴿١٠٤﴾ أُولـئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا ﴿١٠٥﴾ ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا ﴿١٠٦﴾ إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا ﴿١٠٧﴾خالِدينَ فيها لا يَبغونَ عَنها حِوَلًا ﴿١٠٨﴾ قُل لَو كانَ البَحرُ مِدادًا لِكَلِماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبّي وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا ﴿١٠٩﴾ قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴿١١٠﴾

﴿ مريم ﴾
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
كهيعص ﴿١﴾ ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا ﴿٢﴾ إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا ﴿٣﴾ قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿٤﴾ وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا ﴿٥﴾ يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا﴿٦﴾ يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا ﴿٧﴾ قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا ﴿٨﴾ قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيئًا ﴿٩﴾ قالَ رَبِّ اجعَل لي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا ﴿١٠﴾ فَخَرَجَ عَلى قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحى إِلَيهِم أَن سَبِّحوا بُكرَةً وَعَشِيًّا ﴿١١﴾ يا يَحيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا ﴿١٢﴾ وَحَنانًا مِن لَدُنّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا ﴿١٣﴾ وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا ﴿١٤﴾ وَسَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَيَومَ يَموتُ وَيَومَ يُبعَثُ حَيًّا ﴿١٥﴾ وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا ﴿١٦﴾ فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾ قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا ﴿١٩﴾ قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا ﴿٢٠﴾ قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا ﴿٢١﴾ فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا ﴿٢٣﴾ فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا ﴿٢٤﴾ وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿٢٥﴾ فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا ﴿٢٦﴾فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا﴿٢٧﴾ يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾ ذلِكَ عيسَى ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقِّ الَّذي فيهِ يَمتَرونَ ﴿٣٤﴾ ما كانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبحانَهُ إِذا قَضى أَمرًا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ ﴿٣٥﴾وَإِنَّ اللَّـهَ رَبّي وَرَبُّكُم فَاعبُدوهُ هـذا صِراطٌ مُستَقيمٌ﴿٣٦﴾ فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلَّذينَ كَفَروا مِن مَشهَدِ يَومٍ عَظيمٍ ﴿٣٧﴾ أَسمِع بِهِم وَأَبصِر يَومَ يَأتونَنا لـكِنِ الظّالِمونَ اليَومَ في ضَلالٍ مُبينٍ ﴿٣٨﴾ وَأَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قُضِيَ الأَمرُ وَهُم في غَفلَةٍ وَهُم لا يُؤمِنونَ ﴿٣٩﴾ إِنّا نَحنُ نَرِثُ الأَرضَ وَمَن عَلَيها وَإِلَينا يُرجَعونَ ﴿٤٠﴾ وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا ﴿٤١﴾ إِذ قالَ لِأَبيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ وَلا يُبصِرُ وَلا يُغني عَنكَ شَيئًا ﴿٤٢﴾ يا أَبَتِ إِنّي قَد جاءَني مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعني أَهدِكَ صِراطًا سَوِيًّا ﴿٤٣﴾ يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمـنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾ قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا ﴿٤٦﴾ قالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبّي إِنَّهُ كانَ بي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾ وَأَعتَزِلُكُم وَما تَدعونَ مِن دونِ اللَّـهِ وَأَدعو رَبّي عَسى أَلّا أَكونَ بِدُعاءِ رَبّي شَقِيًّا ﴿٤٨﴾ فَلَمَّا اعتَزَلَهُم وَما يَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ وَكُلًّا جَعَلنا نَبِيًّا ﴿٤٩﴾ وَوَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَجَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا ﴿٥٠﴾ وَاذكُر فِي الكِتابِ موسى إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا﴿٥١﴾ وَنادَيناهُ مِن جانِبِ الطّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبناهُ نَجِيًّا ﴿٥٢﴾ وَوَهَبنا لَهُ مِن رَحمَتِنا أَخاهُ هارونَ نَبِيًّا ﴿٥٣﴾ وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا ﴿٥٤﴾وَكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا﴿٥٥﴾ وَاذكُر فِي الكِتابِ إِدريسَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا﴿٥٦﴾ وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا ﴿٥٧﴾ أُولـئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴿٥٨﴾ فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا ﴿٥٩﴾ إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولـئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ شَيئًا ﴿٦٠﴾ جَنّاتِ عَدنٍ الَّتي وَعَدَ الرَّحمـنُ عِبادَهُ بِالغَيبِ إِنَّهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيًّا﴿٦١﴾ لا يَسمَعونَ فيها لَغوًا إِلّا سَلامًا وَلَهُم رِزقُهُم فيها بُكرَةً وَعَشِيًّا ﴿٦٢﴾ تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا ﴿٦٣﴾ وَما نَتَنَزَّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَينَ أَيدينا وَما خَلفَنا وَما بَينَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴿٦٤﴾ رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما بَينَهُما فَاعبُدهُ وَاصطَبِر لِعِبادَتِهِ هَل تَعلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴿٦٥﴾ وَيَقولُ الإِنسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيًّا ﴿٦٦﴾ أَوَلا يَذكُرُ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ وَلَم يَكُ شَيئًا ﴿٦٧﴾ فَوَرَبِّكَ لَنَحشُرَنَّهُم وَالشَّياطينَ ثُمَّ لَنُحضِرَنَّهُم حَولَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شيعَةٍ أَيُّهُم أَشَدُّ عَلَى الرَّحمـنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحنُ أَعلَمُ بِالَّذينَ هُم أَولى بِها صِلِيًّا ﴿٧٠﴾ وَإِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتمًا مَقضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظّالِمينَ فيها جِثِيًّا ﴿٧٢﴾ وَإِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ كَفَروا لِلَّذينَ آمَنوا أَيُّ الفَريقَينِ خَيرٌ مَقامًا وَأَحسَنُ نَدِيًّا ﴿٧٣﴾ وَكَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هُم أَحسَنُ أَثاثًا وَرِئيًا ﴿٧٤﴾ قُل مَن كانَ فِي الضَّلالَةِ فَليَمدُد لَهُ الرَّحمـنُ مَدًّا حَتّى إِذا رَأَوا ما يوعَدونَ إِمَّا العَذابَ وَإِمَّا السّاعَةَ فَسَيَعلَمونَ مَن هُوَ شَرٌّ مَكانًا وَأَضعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾ وَيَزيدُ اللَّـهُ الَّذينَ اهتَدَوا هُدًى وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ مَرَدًّا ﴿٧٦﴾ أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأوتَيَنَّ مالًا وَوَلَدًا ﴿٧٧﴾أَطَّلَعَ الغَيبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمـنِ عَهدًا ﴿٧٨﴾ كَلّا سَنَكتُبُ ما يَقولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ العَذابِ مَدًّا ﴿٧٩﴾ وَنَرِثُهُ ما يَقولُ وَيَأتينا فَردًا ﴿٨٠﴾ وَاتَّخَذوا مِن دونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِيَكونوا لَهُم عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلّا سَيَكفُرونَ بِعِبادَتِهِم وَيَكونونَ عَلَيهِم ضِدًّا ﴿٨٢﴾ أَلَم تَرَ أَنّا أَرسَلنَا الشَّياطينَ عَلَى الكافِرينَ تَؤُزُّهُم أَزًّا ﴿٨٣﴾ فَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنَّما نَعُدُّ لَهُم عَدًّا ﴿٨٤﴾يَومَ نَحشُرُ المُتَّقينَ إِلَى الرَّحمـنِ وَفدًا ﴿٨٥﴾ وَنَسوقُ المُجرِمينَ إِلى جَهَنَّمَ وِردًا ﴿٨٦﴾ لا يَملِكونَ الشَّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمـنِ عَهدًا ﴿٨٧﴾ وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحمـنُ وَلَدًا﴿٨٨﴾ لَقَد جِئتُم شَيئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرنَ مِنهُ وَتَنشَقُّ الأَرضُ وَتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوا لِلرَّحمـنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَما يَنبَغي لِلرَّحمـنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ إِلّا آتِي الرَّحمـنِ عَبدًا ﴿٩٣﴾ لَقَد أَحصاهُم وَعَدَّهُم عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُم آتيهِ يَومَ القِيامَةِ فَردًا ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمـنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَومًا لُدًّا ﴿٩٧﴾ وَكَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هَل تُحِسُّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزًا ﴿٩٨﴾

﴿ طه ﴾
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
طه ﴿١﴾ ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى ﴿٢﴾ إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشى ﴿٣﴾ تَنزيلًا مِمَّن خَلَقَ الأَرضَ وَالسَّماواتِ العُلَى﴿٤﴾ الرَّحمـنُ عَلَى العَرشِ استَوى ﴿٥﴾ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَما بَينَهُما وَما تَحتَ الثَّرى﴿٦﴾ وَإِن تَجهَر بِالقَولِ فَإِنَّهُ يَعلَمُ السِّرَّ وَأَخفَى ﴿٧﴾ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ لَهُ الأَسماءُ الحُسنى ﴿٨﴾ وَهَل أَتاكَ حَديثُ موسى ﴿٩﴾ إِذ رَأى نارًا فَقالَ لِأَهلِهِ امكُثوا إِنّي آنَستُ نارًا لَعَلّي آتيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدًى ﴿١٠﴾ فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى ﴿١١﴾ إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى ﴿١٣﴾ إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري ﴿١٤﴾ إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفيها لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما تَسعى ﴿١٥﴾ فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنها مَن لا يُؤمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَردى ﴿١٦﴾ وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى ﴿١٧﴾ قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى ﴿١٨﴾ قالَ أَلقِها يا موسى ﴿١٩﴾ فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى ﴿٢٠﴾قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى ﴿٢١﴾ وَاضمُم يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى﴿٢٢﴾ لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا الكُبرَى ﴿٢٣﴾ اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى ﴿٢٤﴾ قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري ﴿٢٥﴾ وَيَسِّر لي أَمري ﴿٢٦﴾ وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني ﴿٢٧﴾ يَفقَهوا قَولي﴿٢٨﴾ وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي ﴿٢٩﴾ هارونَ أَخِي ﴿٣٠﴾اشدُد بِهِ أَزري ﴿٣١﴾ وَأَشرِكهُ في أَمري ﴿٣٢﴾ كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا ﴿٣٣﴾ وَنَذكُرَكَ كَثيرًا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنتَ بِنا بَصيرًا ﴿٣٥﴾ قالَ قَد أوتيتَ سُؤلَكَ يا موسى ﴿٣٦﴾ وَلَقَد مَنَنّا عَلَيكَ مَرَّةً أُخرى ﴿٣٧﴾ إِذ أَوحَينا إِلى أُمِّكَ ما يوحى ﴿٣٨﴾ أَنِ اقذِفيهِ فِي التّابوتِ فَاقذِفيهِ فِي اليَمِّ فَليُلقِهِ اليَمُّ بِالسّاحِلِ يَأخُذهُ عَدُوٌّ لي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي وَلِتُصنَعَ عَلى عَيني ﴿٣٩﴾ إِذ تَمشي أُختُكَ فَتَقولُ هَل أَدُلُّكُم عَلى مَن يَكفُلُهُ فَرَجَعناكَ إِلى أُمِّكَ كَي تَقَرَّ عَينُها وَلا تَحزَنَ وَقَتَلتَ نَفسًا فَنَجَّيناكَ مِنَ الغَمِّ وَفَتَنّاكَ فُتونًا فَلَبِثتَ سِنينَ في أَهلِ مَديَنَ ثُمَّ جِئتَ عَلى قَدَرٍ يا موسى ﴿٤٠﴾ وَاصطَنَعتُكَ لِنَفسِي ﴿٤١﴾ اذهَب أَنتَ وَأَخوكَ بِآياتي وَلا تَنِيا في ذِكرِي ﴿٤٢﴾ اذهَبا إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى ﴿٤٣﴾ فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى ﴿٤٤﴾قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَن يَفرُطَ عَلَينا أَو أَن يَطغى ﴿٤٥﴾ قالَ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى ﴿٤٦﴾ فَأتِياهُ فَقولا إِنّا رَسولا رَبِّكَ فَأَرسِل مَعَنا بَني إِسرائيلَ وَلا تُعَذِّبهُم قَد جِئناكَ بِآيَةٍ مِن رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى ﴿٤٧﴾ إِنّا قَد أوحِيَ إِلَينا أَنَّ العَذابَ عَلى مَن كَذَّبَ وَتَوَلّى ﴿٤٨﴾ قالَ فَمَن رَبُّكُما يا موسى ﴿٤٩﴾ قالَ رَبُّنَا الَّذي أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى ﴿٥٠﴾ قالَ فَما بالُ القُرونِ الأولى﴿٥١﴾ قالَ عِلمُها عِندَ رَبّي في كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبّي وَلا يَنسَى﴿٥٢﴾ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ مَهدًا وَسَلَكَ لَكُم فيها سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجنا بِهِ أَزواجًا مِن نَباتٍ شَتّى﴿٥٣﴾ كُلوا وَارعَوا أَنعامَكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى﴿٥٤﴾ مِنها خَلَقناكُم وَفيها نُعيدُكُم وَمِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخرى ﴿٥٥﴾ وَلَقَد أَرَيناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى ﴿٥٦﴾قالَ أَجِئتَنا لِتُخرِجَنا مِن أَرضِنا بِسِحرِكَ يا موسى ﴿٥٧﴾فَلَنَأتِيَنَّكَ بِسِحرٍ مِثلِهِ فَاجعَل بَينَنا وَبَينَكَ مَوعِدًا لا نُخلِفُهُ نَحنُ وَلا أَنتَ مَكانًا سُوًى ﴿٥٨﴾ قالَ مَوعِدُكُم يَومُ الزّينَةِ وَأَن يُحشَرَ النّاسُ ضُحًى ﴿٥٩﴾ فَتَوَلّى فِرعَونُ فَجَمَعَ كَيدَهُ ثُمَّ أَتى ﴿٦٠﴾ قالَ لَهُم موسى وَيلَكُم لا تَفتَروا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ وَقَد خابَ مَنِ افتَرى ﴿٦١﴾فَتَنازَعوا أَمرَهُم بَينَهُم وَأَسَرُّوا النَّجوى ﴿٦٢﴾ قالوا إِن هـذانِ لَساحِرانِ يُريدانِ أَن يُخرِجاكُم مِن أَرضِكُم بِسِحرِهِما وَيَذهَبا بِطَريقَتِكُمُ المُثلى ﴿٦٣﴾ فَأَجمِعوا كَيدَكُم ثُمَّ ائتوا صَفًّا وَقَد أَفلَحَ اليَومَ مَنِ استَعلى ﴿٦٤﴾ قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى ﴿٦٥﴾ قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى ﴿٦٦﴾ فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى ﴿٦٧﴾ قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى ﴿٦٨﴾ وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى ﴿٦٩﴾ فَأُلقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قالوا آمَنّا بِرَبِّ هارونَ وَموسى ﴿٧٠﴾ قالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنَّهُ لَكَبيرُكُمُ الَّذي عَلَّمَكُمُ السِّحرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيدِيَكُم وَأَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُم في جُذوعِ النَّخلِ وَلَتَعلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذابًا وَأَبقى ﴿٧١﴾ قالوا لَن نُؤثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ البَيِّناتِ وَالَّذي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إِنَّما تَقضي هـذِهِ الحَياةَ الدُّنيا ﴿٧٢﴾ إِنّا آمَنّا بِرَبِّنا لِيَغفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكرَهتَنا عَلَيهِ مِنَ السِّحرِ وَاللَّـهُ خَيرٌ وَأَبقى ﴿٧٣﴾ إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَموتُ فيها وَلا يَحيى ﴿٧٤﴾ وَمَن يَأتِهِ مُؤمِنًا قَد عَمِلَ الصّالِحاتِ فَأُولـئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلى ﴿٧٥﴾ جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَذلِكَ جَزاءُ مَن تَزَكّى ﴿٧٦﴾ وَلَقَد أَوحَينا إِلى موسى أَن أَسرِ بِعِبادي فَاضرِب لَهُم طَريقًا فِي البَحرِ يَبَسًا لا تَخافُ دَرَكًا وَلا تَخشى ﴿٧٧﴾ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ بِجُنودِهِ فَغَشِيَهُم مِنَ اليَمِّ ما غَشِيَهُم ﴿٧٨﴾ وَأَضَلَّ فِرعَونُ قَومَهُ وَما هَدى ﴿٧٩﴾ يا بَني إِسرائيلَ قَد أَنجَيناكُم مِن عَدُوِّكُم وَواعَدناكُم جانِبَ الطّورِ الأَيمَنَ وَنَزَّلنا عَلَيكُمُ المَنَّ وَالسَّلوى ﴿٨٠﴾ كُلوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقناكُم وَلا تَطغَوا فيهِ فَيَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبي وَمَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبي فَقَد هَوى﴿٨١﴾ وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهتَدى﴿٨٢﴾ وَما أَعجَلَكَ عَن قَومِكَ يا موسى ﴿٨٣﴾ قالَ هُم أُولاءِ عَلى أَثَري وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى ﴿٨٤﴾ قالَ فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ ﴿٨٥﴾ فَرَجَعَ موسى إِلى قَومِهِ غَضبانَ أَسِفًا قالَ يا قَومِ أَلَم يَعِدكُم رَبُّكُم وَعدًا حَسَنًا أَفَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أَم أَرَدتُم أَن يَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبِّكُم فَأَخلَفتُم مَوعِدي ﴿٨٦﴾ قالوا ما أَخلَفنا مَوعِدَكَ بِمَلكِنا وَلـكِنّا حُمِّلنا أَوزارًا مِن زينَةِ القَومِ فَقَذَفناها فَكَذلِكَ أَلقَى السّامِرِيُّ ﴿٨٧﴾ فَأَخرَجَ لَهُم عِجلًا جَسَدًا لَهُ خُوارٌ فَقالوا هـذا إِلـهُكُم وَإِلـهُ موسى فَنَسِيَ ﴿٨٨﴾ أَفَلا يَرَونَ أَلّا يَرجِعُ إِلَيهِم قَولًا وَلا يَملِكُ لَهُم ضَرًّا وَلا نَفعًا ﴿٨٩﴾ وَلَقَد قالَ لَهُم هارونُ مِن قَبلُ يا قَومِ إِنَّما فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحمـنُ فَاتَّبِعوني وَأَطيعوا أَمري ﴿٩٠﴾ قالوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفينَ حَتّى يَرجِعَ إِلَينا موسى ﴿٩١﴾ قالَ يا هارونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلّوا ﴿٩٢﴾ أَلّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيتَ أَمري ﴿٩٣﴾ قالَ يَا ابنَ أُمَّ لا تَأخُذ بِلِحيَتي وَلا بِرَأسي إِنّي خَشيتُ أَن تَقولَ فَرَّقتَ بَينَ بَني إِسرائيلَ وَلَم تَرقُب قَولي ﴿٩٤﴾ قالَ فَما خَطبُكَ يا سامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قالَ بَصُرتُ بِما لَم يَبصُروا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرَّسولِ فَنَبَذتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَت لي نَفسي ﴿٩٦﴾ قالَ فَاذهَب فَإِنَّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوعِدًا لَن تُخلَفَهُ وَانظُر إِلى إِلـهِكَ الَّذي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسفًا ﴿٩٧﴾ إِنَّما إِلـهُكُمُ اللَّـهُ الَّذي لا إِلـهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلمًا ﴿٩٨﴾ كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ ما قَد سَبَقَ وَقَد آتَيناكَ مِن لَدُنّا ذِكرًا ﴿٩٩﴾ مَن أَعرَضَ عَنهُ فَإِنَّهُ يَحمِلُ يَومَ القِيامَةِ وِزرًا ﴿١٠٠﴾ خالِدينَ فيهِ وَساءَ لَهُم يَومَ القِيامَةِ حِملًا ﴿١٠١﴾ يَومَ يُنفَخُ فِي الصّورِ وَنَحشُرُ المُجرِمينَ يَومَئِذٍ زُرقًا ﴿١٠٢﴾ يَتَخافَتونَ بَينَهُم إِن لَبِثتُم إِلّا عَشرًا ﴿١٠٣﴾ نَحنُ أَعلَمُ بِما يَقولونَ إِذ يَقولُ أَمثَلُهُم طَريقَةً إِن لَبِثتُم إِلّا يَومًا ﴿١٠٤﴾ وَيَسأَلونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبّي نَسفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُها قاعًا صَفصَفًا ﴿١٠٦﴾ لا تَرى فيها عِوَجًا وَلا أَمتًا ﴿١٠٧﴾ يَومَئِذٍ يَتَّبِعونَ الدّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصواتُ لِلرَّحمـنِ فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمسًا ﴿١٠٨﴾ يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمـنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولًا ﴿١٠٩﴾ يَعلَمُ ما بَينَ أَيديهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بِهِ عِلمًا ﴿١١٠﴾ وَعَنَتِ الوُجوهُ لِلحَيِّ القَيّومِ وَقَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلمًا ﴿١١١﴾ وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا ﴿١١٢﴾ وَكَذلِكَ أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفنا فيهِ مِنَ الوَعيدِ لَعَلَّهُم يَتَّقونَ أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا ﴿١١٣﴾ فَتَعالَى اللَّـهُ المَلِكُ الحَقُّ وَلا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِلَيكَ وَحيُهُ وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا ﴿١١٤﴾ وَلَقَد عَهِدنا إِلى آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَلَم نَجِد لَهُ عَزمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى ﴿١١٦﴾ فَقُلنا يا آدَمُ إِنَّ هـذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوجِكَ فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقى ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلّا تَجوعَ فيها وَلا تَعرى ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لا تَظمَأُ فيها وَلا تَضحى ﴿١١٩﴾ فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلى ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى ﴿١٢٢﴾ قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى ﴿١٢٣﴾ وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى ﴿١٢٤﴾ قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا ﴿١٢٥﴾ قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى ﴿١٢٦﴾ وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى ﴿١٢٧﴾ أَفَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرونِ يَمشونَ في مَساكِنِهِم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ﴿١٢٨﴾ وَلَولا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَكانَ لِزامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى ﴿١٢٩﴾ فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى ﴿١٣٠﴾ وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى ﴿١٣١﴾ وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى ﴿١٣٢﴾ وَقالوا لَولا يَأتينا بِآيَةٍ مِن رَبِّهِ أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأولى ﴿١٣٣﴾ وَلَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ لَقالوا رَبَّنا لَولا أَرسَلتَ إِلَينا رَسولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَنَخزى ﴿١٣٤﴾ قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصوا فَسَتَعلَمونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهتَدى ﴿١٣٥﴾

100%