فأما حقوق رعيتك بالسلطان: فأن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم، فإنه إنما أحلهم محل الرعيّة لك ضعفهم وذلّهم، فما أولى من كفاكه ضعفه وذله حتى صيره لك رعيّة، وصير حكمك عليه نافذا، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة، ولا يستنصر فيما تعاظمه منك ـ إلاّ باللّه ـ بالرحمة والحياطة والأناة. وما أولاك إذا ما عرفت ما أعطاك اللّه من فضل هذه العزة والقوة التي قهرت بها أن تكون للّه شاكرا، ومن شكر اللّه أعطاه فيما أنعم عليه. ولا قوة إلاّ باللّه.