وأما حق رعيتك بالعلم: فأن تعلم أن اللّه قد جعلك لهم خازنا فيما آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة، فان أحسنت فيما ولاّك اللّه من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده، الصابر المحتسب، الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه، كنت راشدا، وكنت لذلك آملا معتقدا وإلاّ كنت له خائنا ولخلقه ظالما ولسلبه وعزه متعرضا.